وبعد ذلك يأتي بقصة عن ذي النون و ذو النون المصري مشهور في كتب التصوف وغيرها، كان يقال له -كما قال الذهبي وغيره- ذو النون الزنديق، وقد قلنا: إن هذه المحبة زنديقية.
وكل ما كانوا يكتبونه عن ذي النون أنه كان يهيم في الأودية ويتتبع الرهبان، فخرج إلى جبل لبنان حيث الرهبان النصارى يريد أن يسألهم عن معرفة الرب! ثم إلى الصحراء ثم إلى اليمن ، فلقيه شاب يريد مثل ما يريد، أي: يبحث عن المعرفة، فسأله الشاب عن علامة الحب لله سبحانه وتعالى، فقال: إن درجة الحب رفيعة، إن المحبين لله عز وجل شق لهم عن قلوبهم فأبصروا بنور القلوب عز جلال الله تعالى، فعبدوه بمبلغ استطاعتهم حباً له لا طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار!
فكلام ذي النون مثل كلام الهندوس .